Skip to main content

وفيات الحج هذا العام في السعودية تسلط الضوء على مخاطر الحر الشديد

طبِّقوا إجراءات قوية لحماية المواطنين، والحجاج، والعمال الوافدين من الحر

حجاج يستخدمون المظلات لتظليل أنفسهم من الشمس عند وصولهم إلى أسفل جبل عرفات، المعروف أيضا بجبل الرحمة، خلال موسم الحج السنوي، في 15 يونيو/حزيران 2024. © 2024 فاضل سنا/أ ف ب عبر غيتي إيمجز

أكثر من 1,300 حاجّ تُوفوا خلال أداء مناسك الحج هذا العام في مكة هذا الشهر في السعودية، حيث تخطت الحرارة الـ 50 درجة مئوية.

التعرض للحر الشديد بدون تخفيف آثاره قد يسبب مجموعة من الأضرار الصحية المعروفة، بما فيها فشل الأعضاء وحتى الموت. يُعتقد أن العديد من الوفيات كانت بسبب الإجهاد الحراري، الذي كان بالإمكان تفاديه تماما. تسلط هذه الوفيات الضوء على ضرورة وضع تدابير حماية أقوى، لا سيما للمجموعات الضعيفة بشكل خاص بمواجهة الإجهاد الحراري، مثل المسنين والأشخاص ذوي الإعاقات.

بحسب تقارير إخبارية، مُنع الحجاج غير المسجَّلين من استخدام المرافق العامة، مثل الخيم المكيفة، ونقاط رش رذاذ المياه، ووسائل النقل، ونقاط شرب المياه. تكاليف الحج الرسمية المرتفعة تُعتبر العامل الأول وراء ازدياد أعداد غير المسجلين، لا سيما وأن العديد المكاتب السياحية أرسلت الحجاج بدون تصاريح حج، على أساس تأشيرة الزيارة الشخصية الإلزامية. وشددت السلطات أيضا على أن "83% منهم [المتوفين] كانوا من غير المصرح لهم... تعرضوا للعوامل، المسافات الطويلة... وتحت أشعة الشمس بلا مأوى".

لكن السلطات السعودية ملزَمة بحماية صحة الأشخاص من المخاطر المعروفة مثل الحر الشديد، الذي تجعله أزمة المناخ أكثر تكرارا وحِدّة. وبغض النظر عن موسم الحج، عليها وضع تدابير للحماية من الحر، من أجل حماية أفضل لصحة المعرضين للخطر.

وتلحّ الحاجة إليها تحديدا في ظل "رؤية 2030"، التي تتضمن زيادة العدد السنوي للحجاج من 8 ملايين إلى 30 مليون، وإقامة أحداث رياضية وموسيقية ضخمة قد تتضمن التعرض المطول للحر.

تستضيف السعودية أيضا ملايين العمال الوافدين، الذين يؤدون معظم الأعمال الخارجية ويتعرضون للحر الشديد بدون الحمايات المناسبة. هناك العديد من "المشاريع الكبرىالمقرَّرة، التي ستعتمد على هؤلاء العمال المهاجرين. من هذه المشاريع "كأس العالم" لكرة القدم للرجال 2034، التي يُتوقع أن تستضيفها السعودية – بصفتها المرشحة الوحيدة؛ ومدينة "نيوم"، التي تُقدَّر كلفتها بـ 500 مليار دولار؛ ومشروع البحر الأحمر، بتكلفة 50 مليار دولار؛ ومشاريع "القدية"، بتكلفة 200 مليار دولار. لحماية العمال المهاجرين، على السعودية تبنّي تدابير لفرض جداول مناسبة للعمل والراحة، تكون قائمة عادة على تقييم المخاطر للوقاية من الحر البيئي والعمل الشاق تبعا لمقياس "حرارة البصيلة الرطبة الكروية" (WBGT).

العام المقبل أيضا، سيقع موسم الحج خلال الصيف. رغم أن السلطات اعترفت بمخاطر الحر الشديد، وأخذت تدابير للتقليل من أثره على الحجاج، يُظهر العدد المرتفع للوفيات بسبب الإجهاد الحراري هذا العام أنه يتعين على السعودية بذل المزيد لمعالجة هذا الخطر الكبير على الصحة العامة.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة