لأول مرة منذ سنوات، سُمح لمشجعات كرة القدم الإيرانيات بالتواجد لتشجيع فرقهن المفضلة في 14 ديسمبر/كانون الأول في "ديربي طهران لكرة القدم" على ملعب آزادي والذي ضم أشهر فريقين في البلاد، "استقلال" و"برسيبوليس".
تعني "آزادي" الحرية باللغة الفارسية، ولكن منذ قرابة أربعة عقود، تُمنع النساء والفتيات من ارتياد الملاعب، ويتعرضن للتهديد والاحتجاز وحتى السجن لمحاولتهن الحضور لتشجيع فرقهن المفضلة.
منذ انطلاق الدوري الحالي، خصصت السلطات الإيرانية عددا محدودا من المقاعد للنساء. ووفقا للصحف المحلية، خُصّص 3 آلاف مقعد للنساء والفتيات في المناطق النائية من إجمالي مقاعد الملعب البالغ عددها 87,000، وهو ما يبدو أنه وضع سقف لنسبة الحضور.
منعت السلطات الإيرانية على مدى العقود الأربعة الماضية الفتيات والنساء من مشاهدة كرة القدم ورياضات أخرى في الملاعب. رغم أن هذا الحظر ليس قانونا، إلا أن السلطات تطبقه بانتظام، بدعوى عدم وجود بنية تحتية مناسبة للفصل بين الرجال والنساء. تسبب الحظر في اعتقالات، وضرب، واحتجاز، وانتهاكات بحق النساء والفتيات المراهقات.
في سبتمبر/أيلول 2019، أفيد أن سحر خداياري، إحدى مشجعات كرة القدم، والتي أصبحت تُعرف باسم "الفتاة الزرقاء" بسبب لون فريقها المفضل، حُكم عليها بالسَّجن لمحاولتها دخول الملعب. ماتت بالتضحية بنفسها أمام المحكمة الثورية في طهران.
في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعد أن حدد "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا)، أخيرا، مهلة لإيران للسماح للنساء والفتيات بالوصول إلى الملاعب، سمحت الحكومة لعدد محدود بحضور مباراة في تصفيات كأس العالم. استخدمت الحكومة الإيرانية منذئذ أساليب مختلفة لتقييد عدد النساء والفتيات في الملاعب.
قامت النساء الإيرانيات لأكثر من 15 عاما بحملة ضد حظر التواجد في الملاعب. كما أشرن إلى تقاعس الفيفا عن استخدام نفوذها على الاتحاد الإيراني لإنهاء الحظر التمييزي.
تبنّى رياضيون ومشجعون ذكور القضية في النهاية. في فيديو شهير يعود إلى العام 2022 تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، غنى مشجعو كرة القدم الذكور في ملعب أصفهان الإيراني لكرة القدم معا: "لا فرق بين رجال ونساء. كلنا نحب كرة القدم".
قد يكون هذا الانتصار لمشجعات كرة القدم صغيرا، وغير كافٍ للتصدي للكم الهائل من الانتهاكات والتمييز الذي تواجهه النساء يوميا في إيران. لكن يمثل هذا الإنجاز المتحقق بشق الأنفس شهادة على صمود النساء والناشطات الإيرانيات اللواتي أظهرن مرة أخرى أنهن طرف أساسي في الانتقال إلى مجتمع يحترم الحقوق.