رفض علي بن صميخ المري، وزير العمل القطري، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني إنشاء صندوق تعويض للعمال الوافدين المتضررين.
يتجاهل رده الانتقادات المتزايدة لسجل قطر في مجال حقوق العمال ودعم العمال الوافدين الذين تعرضوا لانتهاكات خلال تشييد البنية التحتية لكأس العالم. بدلا من ذلك، ذكر المري الإصلاحات العمالية الأخيرة في قطر وشكّك في جدوى صندوق التعويض.
مع أن قطر أجرت إصلاحات ملحوظة، وجدت أبحاث هيومن رايتس ووتش أنها جاءت متأخرة، أو ضيقة النطاق، أو ضعيفة التنفيذ، مما أدى إلى تجاهل العديد من العمال الذين ساعدوا في تشييد البنية التحتية لكأس العالم.
تمتلك السلطات القطرية وحكومات البلدان الأصلية للعمال بيانات ومعلومات عن الانتهاكات، بما في ذلك الوفيات. قد يعزز صندوق التعويض خطط التعويضات الحالية ويغطي المزيد من العمال، بمن فيهم أولئك الذين ما زالوا يسعون للحصول على أجور سُرقت منهم. سيمتد نطاق الصندوق أيضا إلى عائلات العمال الذين ماتوا في ظروف لم تحقق السلطات القطرية فيها قط، وسيسمح للعائلات التي فقدت معيلها بتأمين قوتها وتعليم أطفالها.
بصرف النظر عن استجابة قطر، تمتلك الفيفا، الهيئة العالمية الحاكمة لكرة القدم، بالموارد والمسؤولية للتحرّك.
صرّح آلسدير بيل، نائب الأمين العام لـ ال فيفا خلال جلسة استماع في "مجلس أوروبا" يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول حول حقوق العمال في قطر، أن التعويض "هو بالتأكيد مسألة نهتم بإحراز تقدم فيها".
التقت "مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال في قطر" التابعة لـ"الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" (يويفا) مع الفيفا، وطلبت منها الرد على الدعوات إلى تعويض العمال الوافدين بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول. في يونيو/حزيران، أبلغت الفيفا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنها "تبحث في آليات التعويض" وسوف ترد في غضون أسابيع.
الدعوات إلى تعويض العمال الوافدين الذين تعرضوا لانتهاكات خلال تشييد البنية التحتية لكأس العالم غير مسبوقة، بما في ذلك من اتحادات كرة القدم، والجهات الراعية، والقادة السياسيين والرياضيين والمشجعين. تحدّث العمال الوافدون بشجاعة حول قصصهم عن الانتهاكات، رغم مخاطر الانتقام.
ساهمت الفيفا منذ فترة طويلة في "صناديق الإرث" الخاصة بكأس العالم لدعم المشاريع التي تعقب البطولات. في الماضي، خصصت الفيفا 260 مليون دولار أمريكي على الأقل لـ "إرث" كأس العالم بما في ذلك الدول التي سبق أن استضافت كأس العالم مثل جنوب أفريقيا (100 مليون دولار) والبرازيل (100 مليون دولار) وروسيا (60 مليون دولار).
مع بدء العد التنازلي لانطلاق كأس العالم، يجب على الفيفا أن تلتزم الآن بدفع تعويضات لكل عامل عانى لجعل هذه البطولة ممكنة.