تحديث في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023: أكّدت إسرائيل إطلاق سراح رهينتين، جوديث تاي رعنان وناتالي شوشانا رعنان، أم وابنتها، وهما مواطنتان أمريكيتان. ينبغي لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" الإفراج فورا ودون شروط وبشكل آمن عن جميع الرهائن المدنيين
- ترتكب "حماس" و"الجهاد الإسلامي" جرائم حرب باحتجاز عشرات الإسرائيليين وغيرهم كرهائنَ في غزة، وتقولان إنهما لن تطلقا سراحهم إلا إذا أطلِق سراح السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.
- لا يجوز أبدا معاملة المدنيين، بمن فيهم الأطفال والأشخاص ذوو الإعاقة والمسنون، كورقة مساومة، ولا يمكن لأي مظلمة أن تبرر احتجاز أي شخص كرهينة.
- على الجماعات المسلحة إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين فورا وبشكل آمن، وعلى الحكومات التي لها تأثير على حماس استخدام نفوذها للضغط من أجل معاملة الرهائن بشكل إنساني وإطلاق سراحهم.
(القدس) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ترتكبان جرائم حرب باحتجاز عشرات الإسرائيليين وغيرهم كرهائن في غزة. لا يمكن لأي مظلُمة أن تبرر احتجاز أي شخص كرهينة. ينبغي لهذه الجماعات إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين فورا وبشكل آمن.
حتى تاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول، تقول السطات الإسرائيلية إنه يوجد 203 رهائن محتجزين في غزة. في بيان صدر في 16 أكتوبر/تشرين الأول، قال الجناح المسلح لحماس إنه يحتجز حوالي 200 رهينة، وإن الجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى تحتجز مزيدا من الرهائن. ادّعت حركة الجهاد الإسلامي أنها تحتجز 30 رهينة. بالإضافة إلى ذلك، يحتجز الجناح العسكري لحماس رجلين مدنيين إسرائيليين من ذوي الإعاقة النفسية والاجتماعية كرهائن منذ نحو عشر سنوات.
قالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يجب ألا يُعامَل أبدا المدنيون، بمن فيهم الأطفال وذوو الإعاقة والمسنون، كأوراق مساومة. على الحكومات التي لها تأثير على حماس، بما فيها قطر ومصر وتركيا، استخدام نفوذها للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن ومعاملتهم بشكل إنساني حتى ذلك الحين".
احتجز مقاتلون فلسطينيون رهائن في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد اختراق السياج بين إسرائيل وغزة، في عملية قالت الحكومة الإسرائيلية إنها قتلت أكثر من 1,400 شخص، مئات منهم مدنيون. في رسالة صوتية مسجلة بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول، هدد الجناح المسلح لحماس بإعدام الرهائن.
قالت حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن حتى تنهي إسرائيل قصفها لغزة، وذلك فقط مقابل إطلاق سراح 5 آلاف أسير فلسطيني تحتجزهم إسرائيل، بينهم نساء وأطفال. قالت حركة الجهاد الإسلامي أيضا إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا إذا أطلِق سراح السجناء الفلسطينيين. وزعم الجناح العسكري لحماس أن 22 رهينة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة، في ادعاءات لم يتم التحقق منها. حتى 1 أكتوبر/تشرين الأول، كانت إسرائيل، وفقا لأرقام مصلحة السجون الإسرائيلية، تحتجز 5,192 فلسطينيا بتهم "أمنية"، منهم 1,319 رهن الاحتجاز الإداري دون محاكمة أو تهمة.
من بين الرهائن رجال ونساء وأطفال، وواحد منهم على الأقل لديه إعاقة، وبعضهم عسكريون إسرائيليون. بحسب تقارير إعلامية ومقابلات أجرتها هيومن رايتس ووتش، كان من بين الرهائن مواطنون مزدوجو الجنسية أو أجانب، منهم مكسيكيون، وأمريكيون، وألمان. قد يكون بينهم ثمانية أفراد على الأقل من البدو الفلسطينين في إسرائيل.
في الأيام التي تلت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، قابلت هيومن رايتس ووتش ستة أفراد من عائلات 10 أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين. قالت العائلات إن جميع أقاربهم المفقودين مدنيون، بمن فيهم الأطفال والمسنون وأب لطفلين صغيرين. أبلغ الجيش الإسرائيلي اثنتين من تلك العائلات أن أقاربهم، البالغ عددهم أربعة في المجمل، محتجزون كرهائن في غزة.
قال أفراد العائلات إنهم يعتقدون أن المقاتلين الفلسطينيين أخذوا أقاربهم من عدة مزارع جماعية تُعرف باسم الكيبوتس في جنوب إسرائيل، بما فيها نير أوز، وناحال عوز، وهوليت، وكذلك من حفل راقص في الهواء الطلق قرب كيبوتس رعيم. قال أفراد من كيبوتسات أخرى، بما فيها بئيري، أيضا إن عشرات من أهالي الكيبوتسات ما زالوا مفقودين وربما محتجزين كرهائن. تقع بعض الكيبوتسات، وهي مراكز سكنية صغيرة في المناطق الزراعية، على بعد أقل من كيلومتر واحد من غزة.
وثّقت مؤسسات إخبارية أخذ أشخاص من داخل إسرائيل ونقلهم إلى غزة. نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، في تحقيق مرئي، حالات 64 شخصا أخذهم المقاتلون الفلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول من إسرائيل إلى غزة، 49 منهم يبدو أنهم مدنيون، بينهم تسعة أطفال، و11 يبدو أنهم عسكريون إسرائيليون، وأربعة لم يتمكنوا من تحديد وضعهم المدني.
تحققت هيومن رايتس ووتش من فيديو منشور في وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه مجموعة من الرجال يتحدثون العربية وهم يحتجزون شابة على دراجة نارية على بعد حوالي 4 كيلومترات غرب موقع الحفل في جنوب إسرائيل، قرب غزة. المرأة، التي حددتها عائلتها في مقابلات إعلامية على أنها نوا أرغاماني البالغة من العمر 26 عاما، تصرخ قائلة: "لا، لا تقتلني"، بينما يقتاد رجال آخرون رجلا ويديه خلف ضهره، تم تحديده على أنه أفيناتان أور، شريك المرأة. في فيديو آخر نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تظهر أرغاماني حية، ويبدو أنها محتجزة في غزة.
بالإضافة إلى احتجاز الرهائن، قتل المقاتلون بقيادة حماس خلال الهجوم مئات المدنيين، من بينهم أطفال. هاجموا حفل تجمع سوبر نوفا سوكوت الراقص في الهواء الطلق، وأطلقوا النار على الحاضرين، وقتلوا 260 شخصا على الأقل، وفقا لجهاز الإنقاذ الإسرائيلي "زكا للبحث والإنقاذ". كما داهم المقاتلون المنازل في البلدات القريبة من الحدود مع غزة وقتلوا مدنيين. كما أطلقت الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة آلاف الصواريخ باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية، ونزح الآلاف في جنوب إسرائيل.
وفقا لوزارة الصحة في غزة، قتل القصف الإسرائيلي العنيف على غزة خلال هذه الفترة أكثر من 2778 فلسطينيا، من بينهم أكثر من ألف طفل، وهجّر حوالي مليون شخص. قطعت السلطات الإسرائيلية الكهرباء والمياه والوقود والإنترنت والغذاء عن غزة، في انتهاك لحظر القانون الإنساني الدولي للعقاب الجماعي، ومتطلبات تسهيل وصول الإمدادات الحيوية، بما فيها الإمدادات الطبية، إلى المدنيين. يؤدي هذا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي مسبقا بسبب الإغلاق الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 16 عاما.
احتجاز الرهائن محظور بموجب "المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف لعام 1949"، التي تنطبق على النزاع المسلح بين إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة، والمادة 34 من "اتفاقية جنيف الرابعة"، التي تنطبق على الأراضي المحتلة.
يعرّف تعليق "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" على المادة 3 المشتركة أخذ الرهائن على أنه "إلقاء القبض على شخص (الرهينة) أو احتجازه، مع التهديد بقتله أو بإلحاق الأذى به أو بالاستمرار باحتجازه، من أجل إكراه طرف ثالث على القيام بعمل أو الامتناع عن القيام به كشرط واضح أو ضمني لإطلاق سراح الرهينة أو سلامتها". يتضمن "نظام روما الأساسي" المؤسس لـ "المحكمة الجنائية الدولية" جريمة حرب مماثلة تتمثل في أخذ الرهائن.
يرتبط احتجاز الرهائن أيضا بجرائم حرب أخرى، منها حظر استخدام المدنيين الأسرى دروعا بشرية، والمعاملة القاسية من خلال التهديد بإيذاء الرهائن، والعقاب الجماعي. تنص المادة 3 المشتركة على أن كل شخص محتجز لدى أحد أطراف النزاع "يجب أن يعامل في جميع الأحوال معاملة إنسانية"، وأن يتمتع بالحماية من "العنف الذي يهدد حياته وشخصه"، وضرورة "توفير العناية للجرحى والمرضى... ". بموجب القانون الدولي الإنساني العرفي، يجب السماح للمحرومين من حريتهم بالتواصل مع عائلاتهم.
في 14 أكتوبر/تشرين الأول، في مؤتمر صحفي في تل أبيب مع عائلات الرهائن والمفقودين، دعا ممثلو العائلات إلى النقل الفوري للأدوية المنقذة للحياة إلى الرهائن الذين يحتاجون إليها: "أحباؤنا... بحاجة إلى أدوية منقذة للحياة. بدون الأدوية، لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. الوقت ينفد". عبّر ممثلو العائلات في المؤتمر الصحفي عن قلقهم بشأن سلامة أقاربهم، بسبب الإصابات التي تعرضوا لها خلال الهجوم الذي شنته حماس أو بسبب ظروفهم الصحية الباطنة أو المزمنة.
تحدثت أدفا غوتمان-تيروش عن شقيقتها تمارا (27 عاما)، التي اختطفت من حفل سوبر نوفا. قالت أدفا: "تمارا تعاني من مرض كرون. قد تموت بدون أدويتها وعلاجها الطبي".
قالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي لقطر وتركيا ومصر، باعتبارها دولا تتعامل بانتظام مع حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة ولها تأثير عليها، أن تضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن فورا.
يمكن أن يتعرض الأشخاص الذين أمروا أو نفذوا عملية أخذ الرهائن أو احتجاز الرهائن للمسؤولية الجنائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضا محاكمة قادة حماس والجهاد الإسلامي بموجب "مسؤولية القيادة" إذا كانوا على علم أو كان من المفترض أن يعلموا بجرائم يرتكبها مرؤوسوهم ولم يمنعوا الجرائم أو يعاقبوا المسؤولين عنها.
قالت فقيه: "احتجاز الرهائن واستخدام الدروع البشرية والتهديد بقتل المحتجزين هي جرائم حرب. أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بوضوح أن لديه تفويض للتحقيق في هذه الانتهاكات".
يافّا أدار وتامير أدار
أخبرت أوريان أدار في 15 أكتوبر/تشرين الأول هيومن رايتس ووتش عن جدتها، يافّا أدار (85 عاما) وعمّها تامير أدار (38 عاما)، اللذين اختفيا منذ أن داهم مقاتلون تقودهم حماس كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقتلوا وخطفوا أشخاصا ودمروا بيوتا وأضرموا فيها النار. كان يبلغ عدد سكان الكيبوتس 392 نسمة العام 2021، وفقا لـ "دائرة الإحصاء المركزية".
تعيش يافّا وتامير في الكيبوتس مع 10 أقارب آخرين. تامير مزارع وهو والد نيتا (3 أعوام) وعساف (7 أعوام). قالت أوريان إنه خلال الهجوم على الكيبوتس، كانت زوجة تامير وطفلاه في الغرفة الآمنة، بينما كان تامير في الخارج. آخر رسالة أرسلها تامير إلى زوجته كانت الساعة 9 صباحا، طلب منها فيها ألا تفتح الغرفة الآمنة لأي شخص، حتى له.
قالت أوريان إنها تواصلت آخر مرة مع جدتها يافّا صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول. قالت أوريان: "حوالي الساعة 9 صباحا، نشرتْ على مجموعتنا في واتساب أن هناك إرهابيين في الكيبوتس. لم نسمع أي شيء بعد ذلك. في الساعة 9:30 صباحا، اتصلتْ جدتي بعمتي فيريد، لكنها لم تستطع الرد وانتهى الأمر".
قالت أوريان إن يافّا تستخدم جهازا مساعدا للمشي وجهازا للسمع، ولديها أمراض القلب والكلى وألم مزمن وانزلاقات غضروفية عدة. أظهرت أوريان للباحثين قائمة طويلة من الأدوية التي تتناولها يافّا يوميا.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول، نُشر فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر يافّا وهي يتم نقلها في غزة في عربة "غولف"، في عهدة مقاتلين فلسطينيين. قالت أوريان إن الجيش الإسرائيلي أبلغ الأسرة أن يافّا وتامير محتجزان كرهينتين في غزة.
شاني لوك
قالت توم لوك لـ هيومن رايتس ووتش في 14 أكتوبر/تشرين الأول إن ابنة عمها، شاني لوك (22 عاما)، اختطفها مقاتلون فلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول من حفل "تجمع سوبر نوفا سوكوت" الراقص. شاني، التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية، كانت في الحفل مع صديقها الحميم وبعض الأصدقاء. قالت توم إن الأسرة شاهدت فيديو على الإنترنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول يظهر شاني يأخذها أفراد من الجماعات الفلسطينية المسلحة. تحققت هيومن رايتس ووتش من الفيديو وحددت موقعه الجغرافي، والذي يظهر شاني فاقدة الوعي، بملابسها الداخلية. بينما تبتعد الشاحنة التي تقلها، يبصق عليها أحد المارة.
تعتقد الأسرة أنه بناء على الفيديو، تعرضت شاني لإصابة خطيرة في الرأس. تقول توم إن العائلة تلقت بعض المؤشرات على أنها قد تكون على قيد الحياة، ولديهم "أمل كبير" بأنها ستتمكن قريبا من العودة إلى المنزل.
حاييم بيري
قال ليئور بيري لـ هيومن رايتس ووتش في 15 أكتوبر/تشرين الأول إن والده، حاييم بيري (79 عاما)، اختطفه مقاتلون فلسطينيون من منزله في كيبوتس نير عوز، حيث كان يعيش منذ 60 عاما. علم ليئور بظروف اختطاف والده من زوجة حاييم، أوسنات بيري (71 عاما)، التي كانت معه وقت الهجوم ولكن لم تُختطف. قال ليئور:
[يوم] السبت [7 أكتوبر/تشرين الأول]... بدأوا بتلقي رسائل واتساب من فريق الأمن في الكيبوتس تقول أغلقوا غرفكم الآمنة وابقوا في الداخل لأنه قد يكون هناك اختراق. بعد ذلك وصل الإرهابيون.... حاول المقاتلون اقتحام الغرفة الآمنة، لكن والدي حصّن الباب. كان يساعد زوجته على الاختباء خلف كنبة صغيرة في الغرفة الآمنة. عندما عادوا مرة ثانية، خرج من الغرفة الآمنة بإرادته حتى لا يدخلوا بالقوة ويجدوها.
قال ليئور إن أوسنات سمعت المقاتلين يدخلون مرة أخرى ويخرّبون المنزل. قالت إن الجيش وصل وأمّن المنطقة بعد حوالي أربع ساعات.
قال: "بحثت على الإنترنت في كل مكان، وطلبت من الأصدقاء البحث في جميع شبكات التواصل الاجتماعي... [لإيجاد] أي لقطات له. لم أجد سوى لقطات لسكان آخرين من الكيبوتس". حتى 15 أكتوبر/تشرين الأول، لم تكن الحكومة الإسرائيلية قد اتصلت بالعائلة لتزويدها بأي معلومات إضافية حول وضع حاييم.
قال ليئور إنه من بين سكان الكيبوتس البالغ عددهم 330، هناك 80 مفقودا، وتأكد مقتل 25 على الأقل. قال إن شقيقه داني دارلينغتون (34 عاما)، وهو مواطن بريطاني، كان من بين القتلى. آخر مرة سمع فيها من شقيقه كانت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الساعة 7 صباحا في رسالة نصية تقول: "تبا، فوضى كبيرة في الكيبوتس".
جوديث وناتالي رعنان
في مقابلة بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول، قالت أييليت سيلا لـ هيومن رايتس ووتش إن ابنة عمها جوديث رعنان (59 عاما)، مفقودة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول مع ابنتها ناتالي رعنان (17 عاما) التي أنهت الدراسية الثانوية مؤخرا. الأم والابنة مواطنتان أمريكيتان-إسرائيليتان وتعيشان في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة. كانتا في كيبوتس ناحال عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول للاحتفال بعيد ميلاد والدة جوديث، تامي، وهي من سكان الكيبوتس. كان يبلغ عدد سكان الكيبوتس 470 نسمة العام 2021، وفقا لـ دائرة الإحصاء المركزية.
قالت أييليت إنها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن سمعت أن هناك صفارات إنذارات تحذر من هجمات صاروخية في المنطقة، اتصلت بتامي حوالي الساعة 10 صباحا للاطمئنان عليها. قالت تامي إنهما بخير، وإن جوديث وناتالي تقيمان في بيت الضيوف في الكيبوتس. لم تصل أييليت أي أخبار منهما بعد ذلك. قالت أييليت:
[بعد] فترة توقفت تامي عن الرد. … بدأتُ الاتصال بشقيق جوديث، وقال لي إنه على اتصال بتامي، وإنهم جميعا بخير. لكنه أخبرني لاحقا أن توغلا بريا حدث وأن المدنيين يُقتلون. بدأنا ندرك أن الأمر خطير. ... اكتشفنا لاحقا أنه لم يتمكن أحد من الاتصال بهم منذ الظهر.
قالت أييليت إنه لاحقا تلك الليلة، سيطر الجيش الإسرائيلي على الكيبوتس وبدأ بإجلاء الناس. رفضت تامي المغادرة قبل البحث عن جوديث وناتالي. قالت أييليت: "جاؤوا [الجيش وتامي] إلى الشقة [التي كانت تقيم فيها جوديث وناتالي] ووجدوها مخرّبة. الأبواب منزوعة من مفاصلها، والنوافذ محطمة، ولم يُعثر على جوديث وناتالي في أي مكان".
تحدثت عائلة أييليت مع أحد سكان الكيبوتس الذي قال إنهم رأوا مقاتلين فلسطينيين يأخذونهما دون أن يصابا بأذى خلال الهجوم. اتصل بهم مسؤول من الجيش الإسرائيلي ليقول إنهم يعتبرون مختطفين.
قالت أييليت إن لديها أيضا ابنَيْ عم من الدرجة الثانية أخِذا من بئيري مع أحبائهم، وأن 10 أشخاص من عائلتها في المجمل مفقودون، خمسة منهم يُفترض أنهم مختطفون.
يوسف، وحمزة، وبلال، وعائشة الزيادنة
قال دحام الزيادنة لـ هيومن رايتس ووتش في 14 أكتوبر/تشرين الأول إن أربعة من أقاربه – ابن عمه يوسف الزيادنة (53 عاما)، وأبناء يوسف – حمزة (22 عاما)، وبلال (19 عاما)، وعائشة (17 عاما) – شوهدوا جميعا آخر مرة محتجزين من قبل الجماعات الفلسطينية المسلحة التي هاجمت كيبوتس حوليت، حيث كانوا عمالا مياومين.
يعيش دحام وعائلته في قرية بدوية فلسطينية في النقب غير معترف بها من قبل الحكومة الإسرائيلية. قال دحام إن يوسف وأولاده يقومون بأعمال زراعية في الكيبوتس. في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ذهبت عائشة أيضا معهم لقطف الزيتون. بعد الهجوم على الكيبوتس، لم تتمكن الأسرة من الوصول إلى يوسف، وقال دحام إنهم شاهدوا حوالي الساعة 10 صباحا صورة منشورة في الإنترنت لبلال وحمزة على الأرض ويوجه المقاتلون بنادقهم نحوهما. أضاف دحام أن الشخص المسؤول عن مزرعة الكيبوتس اتصل به بعد أيام ليخبره أن لقطات كاميرات المراقبة من مدخل المزرعة صوّرت يوسف وعائشة أثناء اقتيادهما من قبل المقاتلين.
قال دحام: "زوجة يوسف والأطفال الآخرون لا يستطيعون حتى التحدث. الأمر صعب عليهم جدا".
قال دحام إنه تحدث مع شخص يعرفه في الجيش الإسرائيلي الذي أخبره بشكل غير رسمي أن الجيش ليس لديه معلومات عن وضع يوسف وأطفاله الثلاثة، والأربعة الآخرين من البدو الفلسطينيين في إسرائيل الذين أبلِغ عن اختفائهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.